قال كعب بن مالك : فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلاً (راجعاً) من تبوك ، حضرني همي فطففت أتذكر الكذب وأقول ك بم أخرج من سخطه غداً ؟ واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ، فلما قيل لي : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادماً (دنا قدومه) ، زاح عني الباطل وعرفت أني لن أخرج منه أبداً بشئ فيه كذب ، فأجمعت (عزمت) صدقه .
وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادماً ، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس ، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون لـه ، وكان بضعة وثمانين رجلاً ، فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم ، وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله تعالى