الحزن وانواعه

كل إنسان منا تمر عليه لحظات يكون فيها في قمة الأسى والحزن ، والحزن لا يفرق بين فقير وغني حيث لا تلازم يذكر بين المعيشة بنوعيها وبين الحزن ، فقد نشاهد إنسانا بسيطا في معيشته بل قد يمر بضيق من العيش ومع ذلك الإبتسامه لا تفارق محياه ، وقد نرى إنسانا مرفها ويعيش الترف وإذا بالحزن لا يفارق صفحات وجهه
أنواع الحزن
ينقسم الحزن إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي
1- حزن بلا سبب
كيف يتم التعامل معه ؟
على من يطرأعليه مثل هذا الحزن أن أن يراجع نفسه ويحاول معرفة السبب الذي دعاه لهذا الحزن وقد يكون بسبب أذيته لأحد المؤمنين من غير قصد ، وبسبب ذلك طرأ على قلبه هذا الحزن ولحب الله له عجل عقوبة أذيته لذاك المؤمن ليعيش ألمها في الدنيا وينجو من عذابها في الآخرة .
2- حزن شيطاني
وهو الذي يكون من وساوس الشيطان ليبعد الإنسان عن خالقه والأمثلة على ذلك كثيرة منها ان يطبع في مخيلت إنسان لديه ثروة أنه سيموت ويترك ثروته الطائلة وستتلاشا من بعده أو أنه سيخسر كل ما جمعه بسبب أن هناك من يتربص بأمواله
وإنسان آخر يقعده المرض فبدلا أن يحمد الله على ماهو فيه يبدأ الشيطان يعشعش في فكره فيغتم ويحزن لأنه لم يأخذ نصيبه من هذه الحياة
وآخر لم يرزق الذرية فيغتم لذلك إعتراضا على مقسم الأرزاق وواهبها بدلا أن يقابل ذلك بالصبر والدعاء
وهكذا يعيش الإنسان أسيرا لوساوس الشيطان لأسباب تعد من البلاءات التي إبتلاه الله بها لينظر أيشكر أم يكفر
فتكون النتيجة الكفر المبطن والعياذ بالله .
3- الحزن المحمود
وهو من صفات الأنبياء والمرسلين ويتجلى ذلك لدى نبي الله يعقوب عليه السلام الذي حزن على غياب إبنه يوسف عليه السلام حتى ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم وكان يشكوا بثه وحزنه لربه جل وعلا لعلمه بعاقبة هذا الحزن وإلاما ينتهي
وأيضا تجلى هذا الحزن في نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله عند بداية دعوته للدين الحنيف حيث أن أكثر الناس كانوا معرضين عن دعوته فحزن لكونه يريد أن يخرجهم من ظلمة الجهل إلى نور الإسلام ويقابلوا ذلك بالإعراض والجحود وفي كثير من المواقف كان يدعو لهم بالمغفرة حيث يقول ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) وبقي حزينا على إعراضهم عنه حتى نزل قوله تعالى ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى )
وقد يحزن المؤمن عند محاسبته لنفسه لشعوره بتقصير في طاعة الله أو عدم الإستغفار عن معصية حينها يجري الدمع متوجها بها إلى غفار الذنوب داعيا إياه أن يغفرها له بقلب خاشع والباري جل وعلى يقول في حديث قدسي أنا عند المنكسرة قلوبهم ، وكذا إذا كان الإنسان غافلا عن ربه مدة من الزمن ثم إنتبه وذكر الله وحزن على غفلته وعاهد نفسه بأن لا يغفل عن ذكر الله أبدا
قال تعالى ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )
فهذا الحزن هو المطلوب منك أخي المؤمن لتكون قريبا من الله ذاكرا لأنعمه شاكرا له خصوصا عند السحر التي يهجع فيها كل إنسان إلى الراحة قم وتوضأ وتوجه إلى مصلاك واذكر الله بخشوع وخنوع وتذلل للمنعم عليك بهذه النعم واعلم بأن الله سيباهي بك ملائكته لأنك تركت ملذة من ملذات الحياة ألا وهي النوم وتوجهت بروحك إلى غافر الخطايا والسيئات بقلب خاشع ودمع هامل وروح منكسرة
وفقنا الله وإياكم للوقوف بين يدي الله والدعاء لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات بالمغفرة والرحمة في الأسحار بخشوع وسكينة لنحظى بالرحمة الإلهية ونكون من الذين تطمئن قلوبهم لذكر الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكور اخي العزيز

مشكور اخي العزيز علي الموضوع الرائع و