تدور خلافات شديدة بين قيادات تنظيمية من حركة فتح في قطاع غزة، مع المسؤولين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بسبب اتهامات يوجهها الفريق الأول للمسؤولين، يؤكدون خلالها أنهم يعملون على 'تهميش' وجود قيادة القطاع في مناصب مؤثرة سواء في الجهاز الحكومي، أو السلك الدبلوماسي الذي سيشهد حركة تنقلات قريبة.
وبحسب برلماني فلسطيني من غزة فضل عدم ذكر اسمه قال لـ 'القدس العربي' ان هذا الشعور تولد خلال تشكيل الحكومة الفلسطينية الحالية قبل نحو الشهر، حينما اتضح لقيادات فتح أن أيا من الوزراء الذين شاركوا فيها من غزة لم يتبوأ مناصب وزارية لها علاقة بالعمل في قطاع غزة مثل وزارات الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية.
وقال البرلماني ان ما حصلت عليه غزة في الحكومة هو شغل وزراء حقيبتي الأوقاف، والنقل والمواصلات، اللتين لا علاقة لهما بالعـــمل في غزة بحكم وجود حماس التي تدير هاتين الحقيبتين فــي حكومتها المقالة، على عكس لو حصلت فتح على حـــقائب التعــليم أو الصحة أو الشؤون الاجتماعية التي تمارس عملها في غزة لغاية اللحظة. ورأى ان هذه الخطوة تؤكد وجود 'ترتيب مقصود'، من بعض الأشخاص في القيادة الفلسطينية، لم يشأ الكشف عن أسمائهم.
وكشف أن هناك عددا من نواب فتح عرضت عليهم خلال مشاورات تشكيل الحكومة الانضمام للفريق الوزاري الحالي، بشغل مناصب في وزارات لا علاقة لها بالعمل في غزة، لكنهم رفضوا الدعوة.
وبموازاة هذه الشكوى، يشتكي موظفون كبار في وزارة الشؤون الخارجية في غزة الذين تركوا عملهم عقب سيطرة حماس على القطاع منتصف شهر حزيران (يونيو) من العام 2006، أن أياً منهم لم يستدع للعمل في الخارج في سفارات فلسطين، كما جرت العادة كل صيف، وهو الموعد الذي تجري فيه الخارجية تنقلات في السلك الدبلوماسي.
وبحسب ما علمت 'القدس العربي' من مصادر خاصة فإن أياً من هؤلاء الموظفين، أو من قيادات الحركة لم تجر معهم اتصالات من رام الله لشغل مناصب دبلوماسية رفيعة.
وسبق وأكد موظفو السلك الدبلوماسي في غزة ان الوزارة لم تتصل بهم منذ الانقسام السياسي، ونشوب الصراع بين فتح وحماس، عقب سيطرة الأخيرة على غزة.
ويذكر أحد موظفي السلك الدبلوماسي أنه بسبب الخلاف لم يجر كالعادة تعيين سفير في مصر من قطاع غزة، كما جرى لأول مرة في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين منظمة التحرير ومصر تعيين سفير من الضفة الغربية وهو نبيل عمرو.
وبحسب المعلومات فإن من جرى تنسيبه في السلك الدبلوماسي من غزة هو حازم أبو شنب، الناطق السابق باسم فتح في غزة، كسفير في باكستان، لكن مسؤولاً في فتح قال ان شغله للمنصب جاء بقرار رئاسي من أبو مازن، وأن أياً من المسؤولين الآخرين في الحركة، لم يتم تكليفه بمهام مشابهة كما جرت العادة.
وأبدى المسؤول خشيته من أن يكون هذا النهج 'سنة ستتبع في المرحلة المقبلة'، على اعتبار أن غزة ستكون 'خارج اهتمامات القيادة'.