- تتأثر الاسرة كمؤسسة اجتماعية بعدة عوامل تؤثر في دورها نحو اطفالها وفي العلاقة بين الابوين من جهة وبين الابوين والاطفال من جهة اخرى.
1- العلاقة بين الابوين:
الاسرة السعيدة تقوم على عوامل متعددة ومهمة، اولها الحب والتفاهم الحقيقي بين الزوجين، والتقارب الثقافي والاجتماعي والعُمري يزيد من التوافق الاسري، والذي بالطبع سينعكس سعادة على الزوجين والاولاد في آن معا. والالتزام بالحقوق والواجبات، والنظام المتبع في اية اسرة يقود الى استمرار واستقرار الحياة الزوجية، وبالتالي الاستقرار العاطفي والاجتماعي للاطفال، مما يوفر الظروف الملائمة للتنشئة الاجتماعية المتزنة للاطفال، وفي حالة عكس ذلك فان التفكك سيؤدي الى انهيار الاسرة وتشرد الابناء.
2- اتجاهات الابوين نحو الاطفال:
لا يمكن فصل اتجاهات الابوين نحو الاطفال عن العلاقة بينهما، فالعلاقة بين الزوجين واتجاههما نحو الاطفال عملية متلازمة، وكلما كانت العلاقة الزوجية سليمة وهادئة، فان الاتجاه نحو الاطفال سيكون هو كذلك ايضا. فالحالة الزوجية المستقرة ستنعكس على الاطفال فيعيشون بهدوء واستقرار.. مما يتيح لهم كسب المزيد من الاهتمام والرعاية والبناء الاجتماعي والتنشئة السليمة. اذن فالميزان الاسري المعتدل يعني سعادة الزوجين في علاقتهما الزوجية من جهة.. وسعادة الاطفال من جهة اخرى.
3- دور الاخوة وتأثيره في الاسرة:
يحاول الطفل منذ سنواته الاولى تقليد من حوله كالاب والام والاخ والاخت الكبرى، وذلك من اجل التكيف مع المحيط الذي ينشأ فيه، وهو محاولة منه للتطبع الاجتماعي بالمحيط الاسري الذي يعيش فيه، والتقليد غالبا يكون غير مقصود من قبل الطفل، وانما هو محاولة منه للاندماج في الحالة العامة للاسرة، وهنا يجب على الوالدين الاخذ بالاعتبار بان يُعززا من هذا التقليد اذا كان ايجابيا.. وان يكون هذا التقليد للصفات الحميدة في الشقيق او الشقيقة الكبرى. وعلى الوالدين تعزيز الصفات الحميدة في الاطفال الكبار اولا ومن ثم مراقبة الاداء التقليدي من قبل الصغار نحو الكبار، اذ ان الطفل الصغير ميّال الى تقليد عادات اخيه التي تلقى قبولا وتشجيعا من الابوين. ويعتبر التقليد احدى وسائل التعلم، لهذا يجب تنمية سلوك التقليد الايجابي والدفع به لاكتساب عادات اجتماعية سليمة.
4- معرفة الوالدين باصول التربية الصحيحة:
يجب ان يتعامل الابوان مع الطفل على اساس المعرفة والعلم بقوانين النمو واصول التربية السليمة.. ويجب الفصل هنا بين قواعد التربية السليمة وبين الشفقة.. وان لا يبالغ الابوان في تدليل الطفل الاصغر والتجاوز عن سلوكياته السلبية بدافع الشفقة، بل عليهما ان ينحيا منحى عادلا في التعامل التربوي مع الابناء كبيرهم وصغيرهم، بحيث لا تُخلقُ حالة من الغيرة بينهم، مما سيسبب بعض الانشقاقات في العلاقة الاخوية من جهة، وبين الابن الذي وقع عليه الظلم ووالديه من جهة اخرى.
وهكذا، فإن اداء الاسرة ودورها المتبادل والمتشعب بين الزوجين بعضهما ببعض، وبين الاخوة فيما بينهما، وبين الابناء والآباء، هذا الاداء اذا كان سليما معافى، فإن شروط نجاح الاسرة واستمرارها ونموها اجتماعيا وثقافيا ستكون شروطا متيسرة وملائمة لهذا النجاح الذي سيجني ثماره الآباء والابناء على حد سواء.